أبدى مسؤول صيني رفيع رغبة بلاده في الاطلاع على لائحة المعايير المطلوبة لنيل عضوية مراقب في منظمة التعاون الإسلامي، مشيراً إلى أن بلاده تأمل أن تنال هذه الصفة في اجتماع وزراء الخارجية المقبل في جيبوتي. وأوضح جهاي جن، نائب وزير الخارجية الصيني، حرص بلاده على قيام علاقات اقتصادية وثقافية متميزة مع دول العالم الإسلامي، مبيناً أن بلاده تحظى بثقة عالية بين الدول الأعضاء في المنظمة، خاصة لدعمها القضايا المصيرية في منطقة الشرق الأوسط، وحقوق تلك الدول في المحافل الدولية. وقال نائب وزير الخارجية الصيني: "الدول الإسلامية تعد من أهم الشركاء العالميين التجاريين للصين، وأن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ في عام 2011، نصف تريليون دولار، ليحتل بذلك المرتبة الثانية بعد دول الاتحاد الأوروبي"، طالباً من وفد المنظمة تزويده بالمعلومات الضرورية عن مشروع خط سكة حديد - بورسودان - دكار، الذي يصل المحيط الأطلسي بالبحر الأحمر، والذي كانت المنظمة قد أعلنت عنه في قمة دكار 2008، وقال جون: "حكومة بلاده تتعامل مع زيارة وفد المنظمة بجدية كبيرة، مشيرا إلى أنها أخطرت الشركات الصينية المعنية برغبتها في الإسهام في هذا المشروع، وهو ما رحب به الأمين العام لـ"التعاون الإسلامي". وكان البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بدأ أمس زيارة إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي الزيارة الثانية، بعد زيارته التاريخية والأولى في صيف 2010، حيث من المرتقب أن يلتقي أوغلي عددا من المسؤولين الصينيين، كما سيفتتح المؤتمر الدولي "الصين والعالم الإسلامي - التلاقي الثقافي". والتقى أوغلي في مطلع زيارته جهاي جن، نائب وزير الخارجية الصيني، في بداية برنامج زيارته أمس، الذي أكد في بداية اللقاء العلاقات المتينة بين الصين والعالم الإسلامي، والتي تميزت على مدى قرون بمتانتها، كما أكد الأمين العام للمنظمة ما قاله رئيس الوزراء الصيني، وين جياباو، خلال لقائه معه في الرياض في أيار (مايو) الماضي، بأن العلاقات بين الصين والمنظمة، يجب أن تكون علاقات إستراتيجية. بدوره أكد أوغلي على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المنظمة، ودولها الأعضاء من جهة، والصين من جهة ثانية، مشددا على ضرورة تحديد الهدف لسقف التبادل التجاري المنشود بين الجانبين بغية العمل على تحقيقه في المستقبل. ولفت أوغلي إلى رغبة المنظمة في وضع برامج مشتركة للعمل بها مع الحكومة الصينية أسوة بتلك البرامج التي تتعاون فيها المنظمة مع دول كبرى مثل برنامج رعاية الأمومة والطفولة الذي بدأته بالفعل مع الولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من دولة عضو في المنظمة. وحث الأمين العام للمنظمة الجانب الصيني خلال لقائه والوفد المرافق له بالمسؤولين الصينيين في الخارجية الصينية في بكين، بضرورة زيادة الاهتمام بالطابع الثقافي لمدينة قشغر التاريخية والتي تقع غرب الصين، وتعرف بسماتها التاريخية والتراثية والثقافية الإسلامية، وبالعودة إلى جهاي جن، أكد بدوره حرص بلاده على تنمية هذه المنطقة " قشغر"، مؤكدا حرص بلاده على الحفاظ على أماكن العبادة في تلك المدينة، وطابعها الثقافي، مشيراً إلى أن بلاده حريصة على الالتزام بخطتها التنموية، للنهوض بالمستوى المعيشي للشق الغربي من الصين، وقال نائب وزير الخارجية الصيني: "الحكومة الصينية ماضية قدما في تعزيز الفرص التنموية في أقاليم شينغيانغ إيغور المتمتع بالحكم الذاتي، وغيره من الأقاليم في غرب الصين". سياسيا، حث إحسان أوغلي المسؤول الصيني على العمل من خلال علاقات بلاده القوية مع ميانمار على حماية حقوق (الروهينغا)، الأقلية المسلمة هناك، وذلك في ظل أعمال العنف التي تمارس ضد المسلمين في هذا البلد. خميس السعدي من جدة الإقتصادية